Home » Blog » ليبيا بعيون متفائلة لوحة امل  وملحمة عشق لمستقبل افضل  

ليبيا بعيون متفائلة لوحة امل  وملحمة عشق لمستقبل افضل  

by admin

 

 طرابلس –  د.محمد طيارة  

تصوير : سالم الهادي رمضان مازن شورى  


ثمانية ايام نسجنا فيها عباءة مطرزة من الفرح والسلام وقدمناها لعروس البحر المتوسط   (طرابلس عاصمة الاعلام العربي  2022 ) في ختام عرسها كعربون وفاء لليبيا وشعبها .

خلية نحل من كل الدول العربية ( اعلاميين ومثقفين ومفكرين واكاديميين  وسياسيين وفنانيين ومنتجين )  حلقوا  بين الارض والسماء بروح المحبة والحوار لتترسم تلك اللوحة المفعمة بالحب ، هي المرة الاولى التي احل فيها ضيفا على طرابلس المتربعة على ضفاف المتوسط ، قبل ان اتخذ قرار المشاركة كانت هناك الكثير من الهواجس عن مايدور في ليبيا من خلال وسائل الاعلام صراعات وحروب وعدم استقرار ومع هذا تم اتخاذ القرار والاتكال على الله وصلنا الى مطار معيتيقة  وبعد اجراءات بسيطة اتجهنا الى العاصمة  الاحساس تبدل وتبددت الهواجس حركة سير طبيعية واجواء هادئة والناس يعيشون حياتهم الطبيعية ، تلك العاصمة التي يحاول شعبها الطيب  اعادة تجميل مدينتهم ولملمت جراحهم  فالجميع متفق بان الحرب دمار للحجر والبشر، وان الحروب بين الاشقاء في بلد واحد لابد من انهائها وتكوين وقفة حكيمة لتعزيز ثقافة الحب والسلام واعادة الامن والامان  ، جولات في احيائها القديمة اضافت لنا الكثير من المعرفة  حيث تعانقت الاوابد بعبق التاريخ، لقد لمسنا شموخ اهل ليبيا بمختلف شرائحهم الاجتماعية ، كلنا كنا مرحب بنا  ومن خلال حواراتنا معهم في الاسواق والمواقع الاثرية اكتشفنا مدى ايمانهم ومحبتهم حيث رسموا لنا لوحات  من التفائل المفعم بالامل ، وما لفت نظري في شوق المشير للعملات والذهب  وهو احد الاسواق المعروقة في طرابلس  القديمة ان حركة تبادل العملة كانت تجري بانسيابية بين التجار ( ملايين الدنانير تحمل في عربات صغيرة وتنتقل من مكان لاخرضمن السوق بدون اي حراسة ) ومن هنا يضهر لنا كحد ادنى مدى مساحة  الامن والامان  والتي تبشر لمستقبل افضل . 

اعتقد ان كافة الوفود العربية التي حضرت الفعاليات شعرت بمدى( رؤية دعم الاستقرار) التي يعززها وعي اهل طرابلس واصرارهم على التكافل والتضامن،  وتجسد ذالك من خلال جولاتهم المتنوعة  في المدينة سواء كانت رسمية  او خاصة ، هذا الشعور ياتي ايضا من خلال تعزيز دور المؤسسات ودعمها لتكون حاضنة لهذه الرؤية وخاصة في الجانب الامني والاقتصادي وتحويل كل ليبيا الى واحة استقرار وتنمية .      

  لقد كانت فعاليات اختتام فعاليات ايام  طرابلس الاعلامية تظاهرة منجبة حيث شكل معرض ليبيا للاعلام انعكاسا هاما من خلال مشاركات محلية ودولية واسعة من القنوات المرئية والمسموعة  وتم عرض اهم المعدات الحديثة واخر مبتكرات الطباعة ، اما  في مجمع ريكسوس للمؤتمرات فكانت التظاهرات  اكثر من رائعة ، حضر المؤثرون فاثرو الملتقيات بمحاور عصرية ناقشو اهم التحديات التي تواجه مجتمعاتنا ، الوزير الشاب وليد اللافي قدم عدة مبادرات ورؤى للشباب  ، حيث كان الهدف الاساسي للملتقى هو دعم صناع المحنوى ووتعزيز قدرتهم على  التغيير  وصناعة الجودة  وايجاد مساحة وفرص حقيقية للشباب وبناء العلاقات وشبكهم مع رجال الاعمال لرسم صورة ابداعية جديدة .كما شهدت الفعاليات الختامية منتدى طرابلس الدولي للاتصال الحكومي والذي جاء بمثابة نقاشات لتطوير المحتوى الهادف وتم اطلاق منصة  وحاضنة لصناع المحتوى الهادف في  كافة المجالات  طب هندسة تاريخ .. الخ. المنصة تهدف لدعم المبدعين وتطوير رؤيتهم والارتقاء بالمحتوى الاعلامي . 

ملحمة استقلال ليبيا كتنت بمثابة كرنفال فرح تعانقت فيها لغة السلام مع ذكرى المناسبة  سردية تاريخية تحاكي حضارات وتاريخ تركت بصمة جميلة ، لقد كان العرض المسرحي يسرده التاريخي ولوحاته التعبيرية تعريفا بتاريخ ليبيا وثقافتها المشتركة وتجسيدا لتاريخ ليبيا وما عاشه شعبها من تحديات واستعمار وصولا الى بشائر التحريروالاستقلال  على ايد ابنائها المخلصين وعلى راسهم الشهيد عمر المختار ، ونتمنى ان تكون هذه المناسبة منارة خير وفاتحة لعام جديد يسوده السلام والبناء  لما فيه الخير للاشقاء الليبين   

   

ليبيا بعيون متفائلة.. هو شعار الفعاليات لتحسين صورة الوضع في ليبيا إقليميا ودوليا   

 وهنا لابد من تقديم وافر الشكر والاحترام والتقدير  لمن كان له النصيب الاكبر في انجاح هذه التظاهرة والتي لولاه ماكانت لتتالق وتنجح  ، رجل وصل الليل بالنهار  اشعل قناديل روحه لبلده لتنير وتعكس صورة الوضع الحقيقي لليبيا وانجاح هذه الفعالية  ، انه الوجه المشرق معالي الوزير المفوض د. فوزي الغويل صاحب اجمل ابتسامة لاتفارق محياه ، نعم وبدون مواربة هي حقيقة ما لمسه الجميع من احتضان ومتابعة  للوفود العربية وهم لايزالون في بلادهم وصولا  لقدومهم واستقبالهم وتامين كل وسائل الراحة لهم  ومرافقتهم الى كافة الفعاليات واضافة برامج خاصة وجولات  لهم  وتامين كل طلباتهم  ، والاجمل هو الملتقى العربي المسائي الذي  اقامه  للضيوف في فندق الاندلس وهو لفتة شخصية احتفائية من معاليه بكل الضيوف  (امسيات شعرية وغناء وطرب وعزف وتكريم وحكايات  تنثر الحب في المكان)  ، ومهما تكلمنا او افضنا لن نفيه حقة  ، وايضا لابد لنا من الاشادة بالدكتورة سمية الوجه المشرق والتي كانت مرآة عاكسة للمراة الليبية بخلقها وادائها وسلوكها ..  ولن ننسى كل فريق المراسم الذي اتعبناه معنا والذي تحملنا وقدم لنا كل التسهيلات في كل تحركاتنا ، كما انني لابد ان  اثني على مدير الاوتيل السيد  خالد بوعرادة  الذي شكل بمتابعته للضيوف صورة مشرقة  ومشرفة ستساهم في بناء ودعم الصناعة السياحية في ليبيا ، وشكرا لكل من كان له بصمة من بعيد اوقريب في تنظيم هذه الفعالية ولكل الوفود اللذين ساهموا بانجاح الملتقى واخص بالشكر المفكر الكبير اخي الدكتور خليل الطيار الذي غزل بحضوره وجلساته فلسفة خاصة وسمها  بابجدية روحه العطرة ، والزميل محمد الاسعد الدهش من تونس الذي رسم بمحياه وثغره اجمل الحوارات المجنونة التي شاركناه فيها  ، ومن العراق تلك السيدة الماجدة الخلوقة  د. اسراء التي كانت المنقذة من ضياع تلك الاحتفالية، ومن الاردن الصديق زياد خضر الذي نثرعلينا عطر كلماته بمحبة ، ولن ننسى ايضا المخرج المبدع فريد شاهين الذي شكل بايمائيات روحة لوحة فرح للجميع ، اما الاعلامي الليبي الاسمر الجميل محمد فرحات فقد ابهرنا برؤاه التاريخية عن مدينة طرابلس .   

 لقد كانت كينونة المناسبة شريط ذاكرة لن تمحى وستظل بطيفها وعبقها قوس قزح يضيء قناديل ليبيا ، نتمنى للشقيقة ليبيا مزيدا من الاستقرار والسلام والتنمية  والازدهار.  

You may also like

Leave a Comment

0020  114 274 1741

info@iupm-press.com

 

© 2022 —IUPM. All Rights Reserved.

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00