لمواجهة خطر تكنولوجيا المعلومات
د. حسام الشاذلي : الدول مطالبة بتشريعات ناظمة لشعوبها في مواجهة الخطر السيبيرالي
…………………………
في اطار الندوة التي اقامها الاتحاد الدولي للصحافة العربية والجمعية المصرية للصداقة بين الشعوب بعنوان ((دور الاعلام في زيادة الوعي لمخاطر التكنولوجيا ) اتحفنا معالي المستشار الخلوق حسام الشاذلي نائب رئيس النيابة الادارية في جمهورية مصر العربية هذا نصها :
السيدات والساده الحضور الكريم
قال تعالى ” بسم الله الرحمن الرحيم ”
وَمِنْ ءَايَٰتِهِۦ خَلْقُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَٱخْتِلَٰفُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَٰنِكُمْ ۚ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَءَايَٰتٍۢ لِّلْعَٰلِمِينَ
صدق الله العظيم ..
نعم اختلفت الالسنه لنتعارف شعوبا وقبائل ولنتقارب ونبي ونعمر .. خلق الله لنا ألسنتنا كأداة للتواصل البشري وبغرض الاعمار .. لكن ومع الوقت اسئ ذلك التواصل فصار أله تحكم فكري وتوجيه واستقطاب .. أله استخدمتها الشعوب الاستعماريه لتحقيق هزيمه معنوية وكحرب نفسيه للشعوب التي خضعت لاستعمارها .. ثم تم تطويعها وتطويرها كألة لنشر الفوضى والشائعات حتى تقع القلاقل والاضطرابات وهدم الاوطان ..
فاللسان تطور ليكون بوق ونفير كساه التطور بكساء عرفناه بمصطلح الاعلام بكل صوره المكتوب والمسموع والمرئ ثم التقني الحديث الذي يعرف بوسائل التواصل الاجتماعي .
وهنا عندما نجمع بين اللسان والاعلام لا يسعنا الا أن نتذكر ذلك الكم الهائل من المعلومات المغلوط والشائعات الرائجه التي هدمت افكار وكيانات واقتصاديات ودول
ليذكرنا ذلك بقول رسول الانسانيه صَل الله عليه وسلم –
فعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، ومَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ ويَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا، وإِيَّاكُمْ والْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، ومَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ ويَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
صدقت يا حبيبي يا رسول الله ؛ واذا طبقنا ما سبق ومع انتشار التضليل المتعمد وتزيف الحقائق وما يمثله ذلك من اخطار تحدق بالمجتمعات ، فإننا نجد أن الفارق بين الاعلام الدولي والاعلام الانساني كبير .. إذ أن الاول لا يهدف إلا لمصلحة خاصه وبشكل محض في حين أن الاخير – إن وجد – فلا يهدف إلا للخير الانساني المحض
اذا ومع ذلك الانحراف في استخدام ادوات التواصل خاصه بالاعلام الحديث وما مثله ذلك من تهديد يمس مصلحة الشعوب ، فكان لابد ولزام على الدول أن تضع تشريعات تنظم بها حرية التعبير في شكلها دون ان تنتقص من الحقوق الدستورية وهو ما شهدناه في مجتمعاتنا العربيه في الحقبه الاخيرة من سن تشريعات حديثة وتطوير في التشريعات القائمة كما حدث في مصر من تطوير لقانون تنظيم الصحافة والاعلام الذي عدل برقم ١٨٠ لسنة ٢٠١٨ فمع تأكيد المشرع على الحق الانساني بالتعبير عن الرأي وحرية الكلمة إلا أنه جاء ليؤكد على الزامية التأكد من مصدر المعلومات وتوفير الضمانات حتى لا تنتشر اخبار غير صحيحه ذات اثار هدامه ، ومكافحة الانحراف الفكري ومقاومته .. وقد اكدت تلك التشريعات ايضا على تنظيم الاستخدام الصحيح لوسائل التواصل الاجتماعي حتى لا تكون زوبعه لارتكاب جرائم وملجأ لنشر الافكار المنحله سيما التي تمس المجتمع في مبادئه وعاداته وتقاليده وهويته الاخلاقية والدينية ..
لقد كان لنا في الخريف العربي بالحقبه الماضيه دروسا مستفادة استطعنا ان نحولها بعزم وصدق قياداتنا العربيه الى نقاط تحول وبناء .. كي نلتف من جديد متمسكين بتعاوننا ووحدتنا العربية
وندوتنا اليوم ما هي الا تعبير عن الالتفاف حول الرؤية العربية الحديثه التي يجب أن نساند بها اوطاننا .. ونقطة من غيث وفير نؤكد من خلاله ضرورة نشر الوعي وزيادة الادراك بمخاطر الاعلام الغير منظم وتلك الضرورة التي يتمكن معها شبابنا من التمييز بين الغث والسمين .. بأسمي وبأسم الحضور الكريم اتوجه بكل الشكر والتقدير لكل من الجمعية المصرية للصداقة بين الشعوب وللاتحاد الدولي للصحافة والاعلام على ذلك الجهة الكبير المبذول في اخراج هذه الامسية بهذا التمييز كما نبارك لهم افاق التعاون الجديد في سبيل نشر الوعي ودعم الشباب في وطننا العربي الكبير
في الختام نذكر انفسنا واياكم بهذه الكلمات
كل عمل بلا نية هباء وكل نية بلا اخلاص رياء
وكل عام وحضراتكم بخير
تصوير : اشرف الشرقاوي